لا تتوقف فوائد القراءة عند تحسين مهارات القراءة لدى الأطفال، بل تتعداها نحو العديد من الأمور الأخرى، خصوصاً ما يتصل منها بتوسيع المدارك وفهم البيئة المحيطة، وإدراك العلاقات المتشعبة، وأحياناً المعقدة، بين الأشياء والكائنات. دراسات عديدة ربطت بين القراءة وسرعة تطور الدماغ، وتحسين قدرات التركيز لدى الطفل، علاوة على تنمية المهارات اللغوية من خلال توسيع القاموس اللغوي ودخول مفردات جديدة باستمرار إليه، ما يؤدي إلى تحسين اللغة والتعبير، وهو الأمر المرتبط بالقراءة بكل تأكيد. القصص التي يقرأها طفل اليوم، وإن كان هدفها الأول الإمتاع بالدرجة الأولى، إلا أنها تسهم بشكل كبير في تحسين العديد من الجوانب في شخصيته وملكاته، خصوصا الأداء الأكاديمي الذي غالبا ما يتحسن، فالدراسات وجدت أن الطفل القارئ يحقق نتائج أفضل من الطفل غير القارئ، وفي جميع المباحث التعليمية. بينما يؤكد الباحثون على أن الفضيلة الأولى لقراءات الأطفال تكمن في كونها تعلمهم التعاطف من خلال التجارب التي يطلعون عليها بالقراءة، وهي فضيلة مهمة، وتستطيع المساهمة بتقريب وجهات النظر وإيجاد مساحات للالتقاء. لكن هل من السهل أن تنشئ طفلاً قارئاً، يضع القراءة كعادة يومية على أجندته؟ هذا سؤال مهم، فلا شك أنه من أجل تحقيق ذلك، لابد من استراتيجيات يتبعها الأهل والمدرسة، لتقريب عادة القراءة وتحبيبها للطفل، وجعلها أولية دائمة في حياته اليومية. أصدقاء منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء يوم الإثنين 6 حزيران (يونيو) 2022، في حوارية بعنوان "تعزيز عادة القراءة لدى الأطفال واليافعين"، يشارك فيها الدكتورة غدير الحطبة، والدكتور محمود الرجبي والدكتورة لانا مبيضين، ويدير الحوارية والنقاش الأستاذ نزار الحمود.